كتاب سبر

عبيد التيارات وعبيد الأفراد.. تماما كعبيد المنزل وعبيد الحقل

عندما تحول التكتل الشعبي إلى تيار سياسي -حشد-، كان الأغلب يسعى لعضوية هذا التيار لوجود رموز كبار داخل هذه الكتلة وعلى رأسهم أحمد السعدون ومسلم البراك.. وصلتني دعوة كريمة لنيل العضوية من أحدهم -وقتها كنت أكتب في جريدة عالم اليوم- وكانت ميولي السياسية معهم صريحة أولا، وثانيا مع كتلة التنمية والإصلاح آنذاك.

هنا اعتذرت عن هذه العضوية بشكل غير مباشر، ليس لعدم اقتناعي بنهجهم وأفكارهم التي هي مقاربة جدا لأفكاري، ولكن جاء الاعتذار حتى لا أصبح رهينة لهم في المستقبل في حال تبنى التيار مشروع أو فكر يخالف أفكاري أو يتخذ خطوة سياسية أنا غير مقتنع بها .. ومن الطبيعي أن يطالب التيار أو الحزب من الكاتب أو الإعلامي المنتسب له أن يتبنى أي مشروع وفكر يتبناه التيار والحزب ويدافع عنه في التلفاز والصحف ، أو يبرر الخطوات التي قد يتخذها التيار والحزب حتى لو كان هذا الصحفي غير مقتنع بها.

هنا رأيت أن إضفاء القدسية على التيار والحزب من أغلب المنتسبين له، تماما كإضفاء القدسية على الرموز السياسية والدينية والرياضية من قبل الأفراد المقدسة لهم.. وهؤلاء الأفراد عرفوا بغلاة الطاعة أو الشبيحة أو العبيد، وهم تماما مثل المنتسب إلى التيارات والأحزاب السياسية ولكن المنتسب هنا عبوديته تأتي تحت إطار ديمقراطي.. يعني “عبد” يلبس بدلة وكرفته.. وأدق وصف للطرفين (عبيد المنزل وعبيد الحقل) التي تطرق لها مالكوم إكس. فالأول يمثل عبدة التيارات والأحزاب والثاني يمثل عبدة الأفراد.

سلطان بن خميّس

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.