الكويت لم تعد كما كانت أسدل الستار على كل شيء جميل فيها، أين كويت الزمن الجميل نحن جيل عشنا في زمن الرفاه والطمأنينة جيل يحترم الجميع، الأب الأم المدرس رجال الشرطة نحن جيل ذهب للدراسة إما مشياً على الأقدام وإما بواسطة الباصات.
نحن جيل البساطة لا نعرف الحقد، تربينا على هذا جارك مثل أخوك وهذي جارتك مثل أختك، كانت البيوت صغيرة لكن كانت القلوب كبيرة تتسع للجميع وتتحمل كل شيء وكانت النوايا حسنة لايوجد عندنا تعقيد فى الحياة ولا كلافة في كل شيء.
جيل تربى على الفطرة الصحيحة على أيدي أبائنا وأمهاتنا، رحم الله من توفاه الله منهم وأطال الله فى عمر من مازال معنا، كانت الحياة هادئة وبسيطة جداً في كل شي ولم يكن فيها من وسائل العولمة الكثير، كنا فى الأعياد الوطنية نذهب الى شارع البلاجات حيث كانت تجرى هناك الإحتفالات الوطنية والتي يتخللها العروض العسكرية على الأرض وعروض الطائرات الجوية فى السماء وأيضاً كان من ضمن هذه الاحتفالات رقصة العرضة وأيضاً حفلات الفرق الشعبية التي تتغنى في حب الوطن وكان يحضر هذه الاحتفالات حاكم ومحكوم في جو تسوده الألفة والمحبة فلا كنا نعرف طائفية ولا قبلية ولا فئوية فكنا شعبا واحدا وربٌ كريم.
كانت فرحتنا لا توصف الكل يتابع الاحتفالات ويستمتع بها مع أهله ويحترم خصوصيته وخصوصية غيره ويحترم القانون في تطبيقه وكانت شوارعنا بلا زحمة ونظيفة كنظافة قلوب أهلها.
لذلك اليوم 25 فبرير وغداً 26 فبراير هما عيد الإستقلال وعيد التحرير من براثن الغزو العراقي ، أيام تاريخية يجب أن يكون الإحتفال فيها مطلوبا حتى نعلم أبناءنا ونزرع فيهم الولاء وحب الوطن لبدلهم الكويت لا أن تكون الإحتفالات كما يقوم به البعض من تهريج وأفعال سيئة لا تنم ولا تدل عن حب الوطن والإحتفال به في أي شئ.
أما الآن وقد تغير كل شئ كبرت البيوت وصغرت القلوب وانشغل الناس في ملذات الحياة ودهاليز السياسة التي مزقت كل ممزق حيث تفرق الشعب وأصبح مابين طائفة وقبيلة وعائلة والكل منهم يحاول أن يلغي وجود الأخر رغم أن الجميع يعرف أن الكويت كدولة تأسست على هذا المزيج الجميل وبسبب انشغالنا فى السياسة زاد الفساد فى البلاد وكأن ماحصل ويحصل مدروس وممنهج من قبل الفاسدين من تجار السياسة بإشغالنا في كل ماهو تافه ونسيان كل ماهو مهم.
وفى النهاية يجب أن تتكاتف الجهود حاكمٌ ومحكوم لحماية وطن النهار كويت الخير التي عانت الكثير من التراجع في كل شئ بسبب الفساد وعدم تطبيق القانون والمحاباة في كل شئ وأن نقضي على كل عدو مندس بيننا هدفه مصلحته الشخصية التي مقابلها مستعد أن يفسد كل شئ ونضع نصب أعيننا مخافة الله في كويت المستقبل وأجيالها حتى لا تضيع كما ضاعت فى 1990/8/2 لاسمح الله وأعادها الله لنا بأمر منه ومن ثم بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة.
لذلك طلبنا بسيط ومستحق أعيدوا لنا الكويت كما كانت فى الماضي وحتماً سيعود كل ماهو جميل .
خالد وهف المطيري
أضف تعليق