الشعب الكويتي يتابع المشهد السياسي وغير راضي إطلاقاً عما يحدث به من فساد وسرقات أدت إلى توقف حال البلد أضف إلى ذلك مايحصل من تجاذبات سياسية بين النواب من جهة ومابين النواب والحكومة من جهة أخرى وفي طبيعة الحال سوف تجد لكل منهم من يؤيده ويقف معه من الشعب فمنهم من يؤيد عن قناعة ومنهم من هو مغلوب على أمره ومنهم من هو مأجور.
فلو عدنا قليلاً إلى الوراء أي قبل إنتخابات مجلس 2020 واستذكرنا كُل ماقيل فيها من وعود انتخابية لأغلب النواب لوجدناها ذهبت أدراج الرياح لأنهم صنعوا من أنفسهم أبطالاً لا يشق لهم غبار ولبسوا ثوب المعارضة الذي يخب عليهم ولا يليق بهم وهم في قرارة أنفسهم يعرفون ذلك ومتأكدين أنهم لن يصمدوا طويلاً في وجه الحكومة ومغرياتها وسوف ينكشفون في أي مواجهة لهم في قبة عبدالله السالم لأنهم أبطال من ورق.
وفشل من نتحدث عنهم من النواب لم يكن بسببهم وحدهم بل أن هناك من شارك في هذا الفشل من بعض المطبلين والمتسلقين ومقتنصي الفرص الذين يكيلون لهم الكثير من المديح والتمجيد والثناء بحثاً عن مصالحهم الخاصة من مبدأ أنا ومن بعدي الطوفان غير مكترثين في ماحصل أو ما سيحصل للنائب الذي كانوا هم معه لأنهم أسسوا علاقاتهم على المصالح فما دام النائب على الكرسي الأخضر فهو عنتر وهم من حوله وأن ضعف أو فارق الكرسي سرعان ماتجدهم ينقلبون عليه ويتحول في نظرهم من عنتر إلى شيبوب.
والآن وبعدما أن تم تقديم استجواب لرئيس الوزراء نستطيع أن نقول “شربت مروقها” وماعادت تنفع المواقف البطولية للنواب للذين انقلبوا على ما تعهدوا به في حملاتهم الإنتخابية ، ونشبه هولاء النواب كمثل الذين كانوا على متن سفينة وخرقوها وعندما بدأ الماء يتسرب للسفينة وشعروا بالخطر والغرق بدأوا يحاولون نزف هذا الماء من السفينة ولكن دون جدوى إذاً نقول لهم واجهوا مصيركم الذي صنعتموه بأيديكم.
لذلك عزيزي الناخب إن أردت أن تعرف من هو في الساحة السياسية على حق ومن هو على باطل فانظر إلى من مع هذا الفريق ومن هو ضده فإن كان كل من معهم ويؤيدونهم من الخيرين المشهود لهم برجاحة العقل وصدق الكلمة فحتماً هذا الفريق على حق وإن كان كل من معهم ويؤيدونهم من فاقدي العقل والحكمة الذين يهرفون بما لايعرفون فحتماً هذا الفريق على باطل.
وأخيراً نحن كناخبين لو اعتمدنا على الفراسة والفطنة التي كان يتميز بها العرب والتي من خلالها كانوا يختارون فرسانهم في المعارك من خلال النظر في وجوه الفرسان حيث كانوا عند نظرهم في وجه الفارس من الوهلة الأولى أما قالوا وجهه وجه طيب وإن شاءالله أن أفعاله مثل وجهه وإما قالوا وجهه وجه ضعيف وما من ورى الضعيف خير ، لذلك لو فعل الناخبين مثلما فعل العرب لكان وضعهم أفضل ولم ينصدموا في بعض النواب الذين حسبوهم فرساناً شجعان واتضح لهم عكس ذلك .
خالد وهف المطيري
أضف تعليق