كتاب سبر

High Light
استطلاعات رأي للتشتيت

تأتي أهمية الاستطلاع من خلال المنهجيات العلمية التي تحدد خيارات عديدة يستطيع الرأي العام الوصول منه خلالها إلى أفضل تلك الخيارات لقضية ما في أي مجال كان، وتتعاظم الأهمية في أنها يمكن أن تظهر في الجانب السياسي الأغلبية التي تنوي التصويت لهذا المرشح أو ذاك، مما يمكن أن يؤثر في نتائج الانتخابات لأن الناس عادة ما ينساقون وراء الأغلبية من باب الاستدلال على الحق بالعدد، أو بسبب نمط تفكيري قطيعي، ويسمى هذا التأثير “تأثير المحاكاة” (Band Wagon)؛ بمعنى أن الناس لا يرغبون في الخروج عن رأي الجماعة ولا يتحملون حالة الانتماء إلى الأقلية.
وإذا ما نظرنا إلى واقعنا الكويتي؛ نجد استطلاعات الرأي حول المرشحين غير موضوعية ومسيسة وتوجهها الجهة التي تقوم بالدراسة وفق مصالحها وأهوائها، فهي إذاً غير حيادية على الإطلاق.

ولا يخفى على أحد؛ أن بيئة الديمقراطية وحرية التعبير وحرية الصحافة هي البيئة المناسبة لثقافة الرأي العام والعمل به، ومن شروط قوته ونفوذه بالمجتمع الكويتي، وللأسف الشديد هذه البيئة يتم العبث بها من خلال تدخل القوي النافذة في مراكز استطلاعات الرأي بهدف توجيه الأصوات لفئة معينة ؛ ما من شأنه خسارة قوة يمكن أن تكون استراتيجية وفاعلة بالمجتمع.
ختاماً:
إن مراكز استطلاع الرأي العام في الكويت لو التزمت المهنية والاحترافية والعلمية والموضوعية والحيادية والشفافية، وابتعدت عن التسييس والحسابات الضيقة والرخيصة، لأصبحت إضافة كبيرة للسلطة لإدارة شؤونها بكل اقتدار؛ فكيف تدعي الحكومة أنها تسعى لتطبيق مضامين الخطاب السامي الذي أكد على مبدأ المشاركة السياسية ، وفي الوقت ذاته تتغاضى عن مراكز استطلاع رأي مهمتها الأساسية التأثير على نوايا الناخبين، وتغيير قناعاتهم تجاه مرشحين قبيضة أثروا على حساب المال العام، ليصبحوا مجرد تبع لمنظومة الفساد.
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء، شرفاء، أمناء.

د.حمود حطاب العنزي

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.