أما قبل:
ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ
……….. يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا
(المتنبي)
استعينوا بالصبر والصلاة .. فأنا أكتب المقال وأنا «فاضي ورايق» وأنشره في صحيفة ((سبر)) التي تحتاج زرقاء اليمامة فيها الى ارتداء نظارة طبية لرؤية حدود سقفها, فقد أصبحت أزقة تويتر ودهاليزه ينتشر فيها الكثير من موظفي إدارة الجمارك الإسلامية ليصادروا رأيك بحجج ما أنزل الله بها من سلطان, فما أن تعلن مشاركتك في ملتقى النهضة الشبابي .. – الصفوي – على ذمة أسد السنة مشعل النامي وذمة رئيس تحرير جريدته أيضاً- حتى يُقال فيك ما لم يقله مالك بالخمر, ويشعرك البعض وهو يحدثك أن نادين البدير ونوال السعداوي بالنسبة لك من «ربع المخيم»! ولا تسأل كم مرة سمعت العبارة الشهيرة : بنو ليبرل..!
الانتقاد البناء كمثل شموع يشعلها لك الناقد لتنير طريقك, فلا تغضب وتركل تلك الشموع فتحرق طُرق مسيرك, ولكن من ينصح بالدين بغير أخلاق الدين كمثل من يقرأ لك: “إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير” .. وصوت حنجرته أقرب لصوت النهيق, أما الذين لا يملكون كروت تعارف لكل ما هو جديد ولو مُنع كل ما هو بدعة وفق مفهومهم للبدعة لبقى الإنسان يستر عوراته بأوراق «النعناع» حتى الآن .. بالرغم أن الموضوع الذي يناقشة الملتقى ليس جديداً، فإن مفهوم المجتمع المدني أفضل من وضع أسسه هو الرسول الكريم في مدينته «طيبة» ووضع فيها أول دستورعُرف بالتاريخ المعروف بميثاق المدينة, الذي نصوص الحدود فيه تدرأ للشبهات ليس “للواسطات” كما هو الحاصل في دول الخليج العربي!, وحفظ هذا الدستور المدني حقوق المسلمين واليهود في المدنية المنورة, ولا يشترط اتفاق المشاركين مع كل آراء الضيوف وأفكارهم, فإن العاقل لا يضع نفسه عباد الشمس للشخوص يتبعهم كيفما اتجهوا، ذلك لأن الكسوف من طبائع البشر, وحوار المخالفين ليس بالأمر المُبتدع, فقد أرسل علي بن أبي طالب حبر الأمة ابن عباس ليحاور «الخوارج» ومن لم يقتنع منهم حفظ حقوقه بشرط أن لا يعتدوا على أحد بالفعل، ويذكرالطبري بإسناد صحيح عن علي بن ابي طالب قوله بالخوارج إن لديهم «مقالاً» ولكن نحن اليوم نبدأ الحوار بتبادل (أطراف) الحديث وننتهي بتبادل الحديث (بالأطراف) .. أما أنا سوف أشارك وأستمع وأجادل وأحاور وأقنع وأقتنع, فكل تحذيراتك واتهاماتك تجيب عقيدتي وأفكاري عليها قائلة «أوَتزني الحرة» !! .. ولنردد في أوطان الانغلاق : ياما بالسجن «مفاهيم»..!
لا تخيفنا بنظرية المؤامرة وإيران, نعرف من الذي باع عاصمة الخلافة بغداد لكلاب الفرس فأكثروا فيها الانتهاك, ومن الذي كان يعتقل من يهب لنصرة صرخات كابول من إيران والجيوش الغازية, تلك الدول التي تعامل خريجة كلية الشريعة مثل تعاملها مع خريج السجون, إن كان يحمل فكراً, وتلفق لمن يختلف معها قضية (قلب) نظام الحكم, بالرغم من أنه نظام لا قلب له..!
أما من يُشعرك أن سمو الأمير الملكي سعود الفيصل للتو يشتكي له في «الواتس اب»! ويخبرك بثقة مطلقة امتعاض المملكة العربية السعودية من الملتقى, والمملكة لم تصرح بشيء حتى الآن, ثم أن بعض الضيوف قادمون من المملكة السعودية فلو صح ذلك لمنعتهم, كما أن خادم الحرمين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز أقام من قبل مؤتمراً لحوار الأديان .. الأديان لا المذاهب والأفكار فقط!! ومن ضمن الذين حضروا هذا المؤتمر رئيس الكيان الصهيوني «شمعون بيريز» .. فلماذا يسير البعض مع فكر ابن تيمية خطوة بخطوة حتى يصل إلى أبواب سجنه ليعتذر :عن إذنكم أبوي متصل يبيني ضروري!! .. فمن كان منكم بلا «حوار الاديان» فليرجمني «بملتقى النهضة»..!
-لماذا انطفأ المصباح ؟
-لقد أحطته بردائي لأجعله في مأمن من الريح
(طاغور)
***
أكثر شخص ينصحني بعدم الحضور هو صديق شاعر في تويتر يشارك باسمه المستعار «زرياب» فأجيبه أن هذا خير من ملتقى نهضة «للسرابيت» يضيع وقتي بلعب الكوتشينة .. ولا أشعر بأن «بنت الكلفس» يُغرم بها «باش السبيت» ونصبح نحن الورق الذي يلعب به..!
صعلكه:
ما تكتبه في الخليج العربي يجعلك «مُتهم»!
وفي دول أوروبا يسقط حرف «ت» منك !!
twitter:@abo3asam [email protected]
أضف تعليق