المحبة من الله، وأنا لا أحب اللون الرمادي، لأنه خليط بين الأسود والأبيض، ولأن تركيبة عقلي وعقول أغلب خلق الله تحب الصراحة والوضوح، ولا تحب الضبابية والمجهول، فأمّا “خال” أو “بوثنتين”، ومَن لا يُحب الوضوح؟
كتلة العمل الوطني لا تزهى إلا الرمادي، ولا تحبذ لوناً آخر سواه، لا أبيض ولا أسود ولا حتى بامبي، هكذا عودتنا، ولأننا مطيعون.. تعودنا لدواعٍ نفسية. عندما يتحدث أحد أعضاء الكتلة الستة “حتى الآن” عن أي موضوع، لا أسلمه أذنيّ ولا عينيّ، وراعي النصيفة سالم، فأسلمه أذنٌ واحدة والأخرى تسمع بقية أعضاء الكتلة تسبّح “أحمد الفهد-رياضة-مصالح”، والعين الأخرى تجوب المكان خوفاً من حدوث شيء يعكّر صفو المستمعين، ولا يراه أحد، لأن ذلك غالباً مايتم تحت الطاولة. سحقاً للطاولة.
في كل الإستجوابات تتبع كتلة العمل الوطني قاعدة (الوقت بدل الضائع), وأحياناً تتأخر, فيتأجل الحسم للهدف الذهبي، وتأتي الكتلة لتسجل الهدف بإستحياء، بعكس كتلتي “الشعبي” و “التنمية والإصلاح”.. الواضحتين دائماً في جميع مواقفهم إلى حدٍ كبير، وعندما يتحدث أحد أعضاءهما سلّمه أذنك وعينك ولا تبحث عن شيء تحت الطاولة، لأن كل شيء فوقها، تماماً كزاوية “هات إذنك” في هذه الجريدة، سلّمها أذنك وعينك وعقلك، على مسؤوليتي… ما أجمل الصراحة والصدق والوضوح.
نعلم جميعاً أن هذه الحكومة ولدت ميته، وما إن إستقالت حتى أعلنت كتلة العمل الشعبي تقديم إستجوابها لناصر المحمد إن عاد لمنصبه، وأعلنوها “صراحةً” سنقدمه بجلسة القسم, نقطة أول السطر. أما كتلة العمل الرمادي جلسوا يهددون ويتوعدون.. إن عاد أحمد الفهد سنقوم وسنفعل وسنستجوب وسنطرح ووو، فعاد الفهد لمنصبه، وأقسمت الحكومة، وقُدّم إستجواب الشعبي، وهم مازالوا يجتمعون ويتشاورون؟ ومازلنا نصبر وننتظر، حتى أحرجهم زميلهم في الكتلة النائب عبدالرحمن العنجري،بمشاركته العم أحمد السعدون بتقديم الإستجواب لرئيس الحكومة، “فحدّهم على الضيق”، وبعد يومين تقدموا باستجوابهم المزمع لأحمد الفهد لعلّه يخرج من الحكومة “بإرادة وطنية” كما خرج منها قبل أعوام “بإرادة شعبية”، ولا تهمنا الإرادة بقدر مايهمنا خروجه. والصبر مرٌ مذاقه و لكن ثماره حلوة شهية.. كما يقول جون جاك روسو.
شكراً نقولها للنائب الشجاع عبدالرحمن العنجري, الذي عرف خطورة بقاء هذه الحكومة ورئيسها على الكويت, وشكراً نقولها لكتلة العمل الشعبي لتقديم هذا الإستجواب التاريخي.. ولا عزاء لدستورنا بعد تحويله للمحكمة الدستورية, وشكراً نقولها لكتلة التنمية والإصلاح “لإعلانها موقفها المؤيد للإستجواب”،ولكتلة العمل الوطني نقول.. أعيننا مازالت تجوب المكان.. فلا تتأخروا بإعلان مواقفكم.
***
الحكومة وكعادتها.. طعنت الدستور, وكادت أن تقتله، وهيَ ماتبحث عنه، ولكن للدستور شباب يحميه،وستكون لنا كلمة مدويّة في ساحة الصفاة يوم الجمعة… جمعة الدستور. فلا تخذلوا دستورنا وصمّام أماننا، وكونوا على الموعد.
***
Twitter @ALHShaSh
أضف تعليق