سوريا وصمت المقاومة
… حمرا يا قوطة, و عجيب أمر السيد ساكن الجنوب يرى في الثورات العربية منجاة من حكومات عميلة, ويقيم الدنيا لما اعتبره تدخلا سعوديا بالبحرين, وما إن يُسأل عن سوريا يقول: المقاومة وإسرائيل والكرامة,يا عم الحاج نحن نسأل عن مجازر نظام ابن زوجة ملك الغابة في درعا وبانياس؟ فيكرر المقاومة..إسرائيل..الكرامة..وتنتعش ذاكرتي البطالة بمشهد الفنان محيي إسماعيل في “خلي بالك من زوزو”حينما اقتصر دوره على ترديد: جمعاء جمعاء جمعاء..والكيل بمكيالين ,وولت ليالي الشتاء وهل الصيف, والكذب هذه الأيام ينعش المزاج ويرد الكيف, وسئل أحد فقهاء جمعاء قديما لو بال كلب على حائط ما الحل؟ فأجاب يهدم الحائط ويعاد بناؤه, فقالوا يا سيدنا إنه حائط بيتك؟ فقال تكفي غرفة من ماء.. والثورات على حوائط الأنظمة العميلة يجب هدمها أما حائط الممانعة السوري فتكفيه غرفة من عهر تحرق الثوار.. وكثير من رموزنا المقاومة يعشقون وصفهم بالحكماء..ماء ماء.. ويرون فيما يجري بسوريا مخططا صهيونيا، أما في مصر والبحرين وتونس فنعمة من الرحمن.
وقل لي ولو كذبا كلاما ناعما.. قد كاد يقتلني بك التمثال، وأنت صامت عما يجري لأغلبية مستضعفة بالشام, تكلم الآن أو اصمت أبدا, فكم صفقنا لك وأنت تقتل ستة إسرائيليين وغضضنا الطرف عن ألف وثمانمائة شهيد لبناني بالمقابل,، قلنا: لا بأس فالحرب سجال وستة لنا وألف وثمانمائة علينا، والله مولانا ولا مولى لشارون، وملأنا فخرا بك الدنيا وتيها وعلق الناس صورك على سياراتهم، وقلنا إنه السيد، فما بال السيد لا يأتينا.. يسكن بالثورة التي تلهينا، غضبان ألا نؤيد ثوار البحرينا، تالله و قهرالغلابة في سوريا الحزينة.. يشوينا ويبكينا ويصدمنا في صمت من صدقناهم لما نادوا بحرية الشعوب العربية والجهاد ولبنى عبد العزيز و حسين رياض والكاتيوشا، ثم سكتوا عن مشهد الدم في الشام.
و أبشع من سيد هو صحافي كان صديقا وذبلته لأن الحويط كانت تأتيه الشيكات من القذافي ولم يعطني منها مرة دولارا أو كوبون نفط أمون به السيارة أو التوك توك تبعي…وتخيلوا القصف متواصلا على مصراتة والمدن الليبية وصور الأطفال تجعل قلب الكافر يلين، وصاحبنا الصحافي ينشر بجريدة أسبوعية مصرية أن ما يجري في ليبيا هو قصف وحشي من حلف الأطلنطي، وأن الهجمات الأجنبية البربرية على قوات الأخ العقيد تفضح الغرب الذي يكيل بمكيالين، طب (ارخوا الستارة اللي في ريحنا لحسن ريحة كوبونات النفط تدوخنا).
و ليس عندي ما أزيد بعد، غير أن شتم إسرائيل وأمريكا ومبارك لا يجب أن يخرسنا عن أمثال هؤلاء.. فلا نامت أعينهم وأعين من يسكت عنهم أو يفضحهم فضيحة (المطاهر في الزفة).
أضف تعليق