أقلامهم

خلود الخميس تتساءل: لماذا تعامل إيران كفرد مكروه في العائلة ولكن مضطرون لوجوده؟

إيران.. بطلوا «ألأ»!!


خلود عبدالله الخميس

وكلمة «ألأ» تعني «قلق» بالعامية المصرية، ويستخدمها إخواننا المصريون إذا أرادوا أن يقولوا لأحد «إهدأ»!
الزوبعة المفتعلة بين مصر والسعودية التي أدت بالسعودية لسحب سفيرها من مصر، وسبقتها استفزازات بالاعتداء على سفارة المملكة هناك، لن نقول إن إيران سببا مباشرا فيها، وإلا لكانت تصريحات «سفيههم» في مصر «إن المصريين شعب عظيم ولا يتم تهديده بسحب السفراء» أكبر غباء، وهم ليسوا كذلك، لذلك. ألا يوجد في الإدارة الإيرانية مخلصون للدولة وليس للنظام فقط؟ يتساءلون لماذا في كل حادثة وقلق وقلاقل وأزمات تحدث في الخليج والدول العربية بل وفي العالم أحيانا ينظر لإيران بعين الريبة! 
لماذا تعامل إيران كفرد مكروه في العائلة، ولكن مضطرون لوجوده! يحضر المناسبات العامة على مضض من الجميع، ويرد على نكاته بابتسامات باردة، وكل ما متعلق به يعتبر عبئا ثقيلا وواجبا لا يريد أحد القيام به، فيتقاذفونه أفراد العائلة كالقنبلة الموقوتة؟!
لم باتت إيران دولة غير محبوبة وعدائية في المنطقة؟
والسؤال الأهم هل كانت إيران أبدا محبوبة وشقيقة للمنطقة؟
أسئلة مستحقة، الأولى أن تتبادر لذهن أي مواطن إيراني مخلص يريد أن يفيق على وطن فيه علاقة الاحترام متبادلة مع الشعب، يستطيع أن يجد فيه عمل وأمن وتقدير، إذا خرج صباحا يضمن عودته في المساء، وإذا نام يفعل ملء جفنيه ولا يخاف زوار الظلام، ويفخر بانتمائه له ويكون على ثقة أنه هو الملاذ لعياله بعد رحيله، ولا يسعى لتهريبهم وتمكينهم من جنسيات دول أوروبية أو أميركية؛ لأنها دول عادلة رغم أنه غريبا لديها، وهو ظالم لذوي القربى!
أسئلة يجب أيضا أن تشغل ذهن كل من له يد في العمل الحكومي والسياسي، فللنظام القائم والسلطة مصالح كبيرة في إيجاد إجابات صادقة لتلك التساؤلات، ذلك بأن التعامل مع الواقع فطنة، والواقع الفاقع للأنظار أن إيران مثيرة للفتن والمشاكل، ولا أحد يريد التعامل معها ولكن للضرورة إفتاؤها!
التساؤلات السابقة هي وإجاباتها المعلنة والخفية سبب كاف لقلق الشارع الإيراني والخليجي والعربي والإقليمي من طريقة التفكير السياسي للإدارة الإيرانية، وقد يكون الشارع العالمي محميا أو أقل قلقا؛ لبعد المسافة الجغرافية ومحدودية المصالح المشتركة ولقدرته العسكرية على التلويح بجوكر القوة الخشنة إن لم تكن القوة الناعمة مجدية!
ولكن إلى متى تقبل إيران أن تكون مذنبة وإن ثبتت براءتها؟! أظنه سؤالا مهما أن يجد من يجيب عليه!
الحقيقة التي لا تتكلم عنها الأغلبية التي عجزت أن تغطيها الدبلوماسية أو تمتصها السياسة أن الشعوب العربية لديها ملفات مفتوحة مع إيران تتعلق بممارستها التقية في سياساتها تجاه الشرق الأوسط والخليج والعالم!
لقد فضحت الثورات العربية سياساتها المزدوجة، كما كشفت عورات أنظمة كثيرة، فهي تمد يد العون المادي لحماس وتبقي قيدها في عنق غزة، بالإضافة لموقفها في أزمة البحرين مدعية أن السبب إنساني، وتكيل بمكيال مناقض في شأن مذابح سوريا، وغيرها أمثلة كثيرة، وأخيرا تحريضها ضد السعودية. كل ما تفعله إيران ماذا يريد أن يقول للعالم؟!
يقول إن اللعبة السياسية التي تتبعها إيران هي «المنهجية التوسعية» وهي لعبة شبيهة بلعبة الحية التي اشتهرت في التسعينيات في جهاز نوكيا، في حين العالم كله اليوم يستخدم الآي فون!!
المنهجية التوسعية سلوك لا ينم عن حصافة ولا تطور ولا تقدم ولا ذكاء ولا حنكة!
الفكر التوسعي جاهلية. ضمن قرية توحدت في كل شيء. تتعاون في كل المجالات وتتعايش. تتبادل تجاريا واقتصاديا وتمنح لعمالة بعضها بعضا فرص للعمل. وتعيش في أمان وأمن المعاهدات والمواثيق. وتغيث بعضها في الكوارث. فلم يعد هناك شعب أوحد. وفئة واحدة. ودين واحد. وعرق واحد. إما أن يعيش على أنقاض الآخر. أو يموت!
ورغم ذلك بقيت حدود الدول مثل «شرف النساء» لا يجب أن يمس وإلا أريقت في سبيله كل الدماء. ولن يهتم أحد بالنتائج لأن قتال الشرف لا يبقي ولا يذر! 
سلوك إيران امتطى الدين وجعل من الشارع الشيعي أداته ووسيلته لتحقيق مآرب ليس له مصلحة بها سوى حروب ودمار وفقر وجوع وبطالة. وبات في عزلة شعبية. وأحقاد إنسانية. واحتقار دولي!
إيران دولة كبرى لها ثقل إقليمي، وهي جارة للخليج يجب أن تحسن جوارها مثلما الخليج يحترم جيرتها. وإن أرادت أن تتحكم في البنية الأصلية للتركيبة السكانية في دول الخليج. بنظام تجنيس من خلال هجرات قديمة مر عليها ما يفوق نصف قرن. فهي بالتأكيد لن تكون صديقة؛ لأن الأغراض من اللعب في الهوية السكانية لخدمة مصالح استراتيجية دولة خارجية، خيانة عظمى للمواطنة لكل من يسند تلك الخطة، سواء من المغفلين الذين تستخدمهم الأنظمة حطبا لآلتها التنفيذية، أو المتنفذين الذين يعلمون ما هم مقبلون عليه، وقد حصلوا على الأجر مسبقا، والسباق الآن بين تحقيقهم أجندة من جندهم، أم حبل المشنقة بتهمة التخابر ضد الوطن مع دولة أجنبية!
وأختم بتساؤلات: بطلوا «ألأ «. هل قالها المصريون لـ «خيالات المآتة» التي زرعتها. دسا. إيران بينهم لإهانة ثورتهم؟!
هل قالوها لغير الدبلوماسي الذي سارع بتصريحه الأهوج ليؤلب مصر ضد السعودية بغرض تأجيج النفوس العربية ضد بعضها البعض؟!
إن كان الشعب المصري قَبِل بإسفين يدقه جهلاء إيران بينها وبين شقيقتها السعودية، وترك بعض الأصوات النشاز تصل لإهانة دولة شقيقة، فنحن كشعوب عربية لن نقبل أن تختلف الشقيقتان وسنصيح بأعلى أصواتنا «إيران.. بطلوا ألأ»!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.