– النقيب السعيدي : المحولات مصممة لأقل من الأحمال بأضعاف
– البسيوني يروي قصة مقتل طفلين: سخان أشعل الشقة لغياب جهاز تحكم
– المشاري: معظم العمارات القديمة غير مقاومة للحرائق .. تنتشر النيران فيها أفقيا وعموديا
– مال الله يطالب” الكهرباء” برصد تجاوزات أصحاب العمارات
بعد مسلسل “الجحيم” الذي عاشته الجهراء في “بركان رحية” وحريقي أمغرة ، في اقل من اسبوعين ، وسواء كانت هذه الحرائق مدبرة او غير مدبرة، فإن هناك بعض المناطق السكنية مرشحة لدور البطل في هذا المسلسل وخصوصا جليب الشيوخ ، التي مضى على بعض بيوتها عشرات السنين دون تجديد لشبكتها الكهربائية وباتت التمديدات متهالكة ومتأهبة للانفجار في اي لحظة كان لزاما على وزارتي الكهرباء والبلدية اجراء مسح شامل لبيوت تلك المنطقة وغيرها وضبط ملاكها الذين لا يعرفون عن هذه البيوت شيئا سوى تحصيل الايجار الشهري ،وليذهب قاطنوها الى الجحيم ،حتى لو كان من في الغرفة اكثر من 7 ومن في العمارة بالمئات واستخدامهم للكهرباء في فصل الصيف اضعاف ما تتحمله الشبكة الكهربائية بدءا من محول المنطقة وحتى التمديدات الداخلية ، فقبل ان ينفجر محول في منطقة او موزع في عمارة ويقع قتلى ومصابون وتتناثر الاتهامات بين الوزارات، ينبغي معالجة الخلل بتسوية تلك التجاوزات مع الملاك وتحميل كل طرف مسؤولية تجاوزه سواء من الحكومة او الافراد.
من جملة التجاوزات التي يرتكبها بعض أصحاب البنايات والعمارات، عدم التقيد بالاشتراطات ولوائح البناء في وحدات الكهرباء بالتحايل على القانون لتضييق دائرة الانفاق المالي في تشيد العمارة ، فتؤول الأمور الى ما لا تحمد عقباه لانه مع مرور الوقت تعاني هذه العمارات ضعفا رئيسيا في التيار الكهربائي ، او خلل في التيار لغياب اجهزة التحكم بالكهرباء فتقع حوادث الحريق.
((سبر)) التقت عددا من المسؤولين والقاطنين في العمارات التي شبت فيها الحرائق جراء سوء توصيل الكهرباء او عدم إجراء الاحترازات الضرورية القصوى لتفادي مثل هذه الحوادث.
بداية قال النقيب احمد السعيدي في مركز إطفاء جليب الشيوخ ان الحوادث تختلف اسبابها من حادث لآخر فبعض الحرائق في البنايات والعمارات تكون بسبب الحمل الكهربائي الزائد غير الملتفت إليه، مشيرا الى ان بعض قاطني العمارات يحملون الكهرباء فوق طاقتها فعلى سبيل المثال البلاك يتحمل اثنين من تشغيل الآلات ولكن يتم تحميله على أربع وعلى مدار 24 ساعة، فيحدث التماس كهربائي قوي يشعل الحريق .
وأشار الى أن منطقة جليب الشيوخ منطقة قديمة والعمارات والبنايات أغلبها متهالكة وقليل منها هيئتها جديدة، موضحا ان التمديدات الكهربائية تآكلت وبعضها تقطع وهناك من التمديدات الكهربائية تحت الأرض ومع قدمها خرج بعضها الى سطح الأرض جراء المطر والحرارة وتحفر الشارع.
وأكد ان المحولات في المنطقة صممت لتغطي أربعة منازل في السابق أما الآن فالمنازل أصبحت عمارات وبنايات ولهذا يكون الضغط على الكهرباء ولا يوجد بديل لها.
اما المقيم طارق البسيوني فقد أبدى استغرابه من تهالك العمارات التي يقطن بها، قائلا ان بعض العمارات مرت عليها الدهور وهي مكانك راوح لم يتغير فيها شيء، ولم تمد لها أيدي الترميم.
وروى البسيوني حادثة حصلت للعمارة التي يقطن بها، قائلا :اشتعل حريق راح ضحيته اثنان من الأطفال نتيجة انفجار السخان “البيلر” ما أدى الى اشتعال الشقة بأكملها حيث كان رب الأسرة مستغرقا بالنوم، والأم خارج البيت في عملها، مضيفا: لو كان هناك جهاز تحكم جيد يعمل على فصل الكهرباء نهائيا عند حدوث عطل لما وقع هذا الحادث الأليم، مشيرا الى ان بعض حراس العمارات يجولون في المنطقة باحثين عن عمل هنا وهناك ولا يراقبون والعمارة في مثل هذه الحوادث.
بدوره، قال فيصل المشاري ان معظم العمارات القديمة غير مقاومة للحرائق ولذلك تنتشر النيران فيها بسرعة افقيا وعموديا لوجود مواد انشائية قابلة للاشتعال بكثرة وافتقارها الى شروط السلامة، اضافة الى تقادم هيكلها، كما ان بعضها يضم سراديب منخفضة الى حد كبير تعوق عمل رجال الاطفاء.
وبين المشاري: التمديدات الكهربائية الخاطئة والغير مطابقة للمواصفات في العمارات من أهم مسببات الحوادث الكهربائية، حيث يؤدي ذلك إلى خسائر مادية أو بشرية لشاغلي تلك المنشآت أثُناء عمليات الاستخدام والتشغيل، مضيفا “لو كان هناك أي عطل كهربائي يستجوب فصل الكهرباء مباشرة من التحكم، فهناك عمارات يحترق فيها السخان ووحدات التكييف جراء الضغط او حدوث التماس كهربائي و ينتهي الأمر الى حدوث الحريق، فلو كانت التوصيلات الكهربائية محكمة التنفيذ والفصل عند حدوث الخلل لما رأينا هذه الكوارث من الحرائق.
بينما يطالب سامي مال الله وزارة الكهرباء برصد تجاوزات الانظمة والقوانين المتعارف عليها من قبل أصحاب البنايات، مؤكدا ان الاهمال في تمديدات الكهرباء يعرض البناية للحريق في أي وقت.
ويضيف مال الله: وزارة الكهرباء مطالبة بضرورة متابعة تلك البنايات والعمارات في المناطق التي تكثر فيها الحرائق، وكذلك مخالفة كل من لم يلتزم بتعليمات السلامة والصحة، بالاضافة الى استخدام واختيار أجهزة ومعدات كهربائية جيدة الصنع.
أضف تعليق