درس خصوصي
محمد عبدالقادر الجاسم
شاركت يوم الأثنين الماضي في حلقة نقاشية نظمها «التيار التقدمي» تحت عنوان «لا للعبث في المادة 79 من الدستور.. نعم للدولة المدنية»، وقد كان التنظيم رائعا، فيما كانت إدارة النقاش ممتازة، ومن اللافت للنظر أن الحلقة النقاشية بدأت في الموعد المحدد وانتهت في الوعد المحدد أيضا، وهذا أمر لم نعتد عليه.
أما عن موضوع الحلقة النقاشية، فقد تصادف أنني كنت المتحدث الأول بعد تلاوة ورقة التيار التقدمي، وكان رأيي يتلخص في أنني لا أرى داعيا للجزع والهلع من تقديم اقتراحات بقانون تستمد فكرتها من أحكام الشريعة الإسلامية كما يظن أصحابها، وأوضحت أن الاقتراحات ذات الصبغة الإسلامية لا تتجاوز 4 اقتراحات من أصل نحو 400 اقتراح بقانون بالإضافة إلى اقتراح تعديل المادة 79 من الدستور، وأنه يجب ألا ننطلق في تقييمنا لتلك الاقتراحات من حالة خصومة أو عداء مع الشريعة الإسلامية، فالقرآن الكريم، لمن يعرفه حق المعرفة، يقيم دولة مدنية. ومن خلال الاستماع إلى المشاركات التي طرحت في الحلقة النقاشية، كان واضحا بالنسبة لي أن قلق البعض من الاقتراحات ذات الصبغة الإسلامية ناتج عن حالة سياسية، أي أن كل ما يأتي من النواب المحسوبين على التيار الإسلامي مرفوض أيا كان محتواه.. وهذا الموقف لا علاقة له إطلاقا بمضمون الاقتراحات. ومما لفت انتباهي أن حالة الرفض امتدت لدى البعض لتصل حتى إلى الاقتراح الذي أعلن عنه النائب فيصل اليحيى لتعديل بعض مواد الدستور باتجاه تبني النظام البرلماني!
وفي الحلقة النقاشية كان التميز من نصيب الأستاذ الأخ أحمد الديين الذي أبدع في شرح معنى «الليبرالية»، وكانت مداخلته، رغم قصر مدتها الزمنية، درسا خاصا لبعض الرجال والنساء ممن يتشدقون بانتمائهم «لليبرالية» من دون فهم واستيعاب معناها!
يبقى لابد من تسجيل الشكر والتقدير لشباب «التيار التقدمي» على جهودهم في تنظيم الحلقة النقاشية، وأرى أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح.
أضف تعليق