الحراك السياسي في الكويت لا يكل ولا يمل، على مدار السنة، متى ما احتجت لحراك سياسي سيصلك لباب المنزل.. “هوم ديليفري”، وحسب الرغبة، حراك برلماني، شبابي، اجتماعي بنكهة سياسيّة، وبالطبع.. لا نستغني عن الطائفيّة المُسيّسه.
في ظل تسارع وتيرة الأحداث السياسية وانشغال الشارع بهذه القضية أو تلك، هناك دائماً شخوص “ستاند باي”، متى ما اشتدت الأزمة، ومتى ما دبَّ الحقد والغل بين أبناء الكويت.. أتوا ليلقوا عصا العقل، لتلتهم ثعابين التفرقة.
الدكتور حسن جوهر ومنذ دخوله المعترك السياسي، لم يتزحزح عن مواقفه، ولم تغرهِ المغريات فيرفع لها الرايات، رجل ثابت، صلب، سياسي، “عقلاني”، طائفي حتى النخاع.. لأبناء بلده، لا فرق لديه بين أبيض وأسود، ولا عربي وافرنجي، ولا أبالغ إن قلت لافرق لديه بين مسلم وكاثوليكي, لأنه يتعامل مع الإنسان كإنسان، إن رأته “الطائفية” قادمٌ من بعيد، انزوت وهي ذليله. لا يتحدث عن نفسه كبعض نوابنا الأفاضل.. أنا فعلت وصوّت ووو، بل تاريخه ومواقفه تشهد له. قبل أن يتخذ أي موقف يضع الله بين عينيه، ثم ضميره.. هو صاحب قلب شجاع، لا يخاف في الله لومة لائم، وبسبب إحدى مواقفه “المُشرفه”، خرج علينا “السيّد”، وأخرجه من الملّه! فتداعوا الصحافيين للدكتور حسن.. ما رأيك بما قاله السيد عنك؟ قال بكل هدوء: الله يسامحه، ويبقى عزيز وغالي. كم هو كبير قلب هذا الرجل.
نعيش هذه الأيام حالة من التوهان السياسي، ونعيش في حالة من التخوين وحالة من “العناد” غير المبرر من البعض، هناك شحن وشد وجذب في الحراك الشبابي، وهناك حالة “ضرب” في مجلس الأمة، وغيرها من الأمور التي نستنكرها ولا نحبذ رؤيتها في مجتمعنا. يفتقد الشارع السياسي الآن بوجهة نظري إلى أمرين.. الأول نفتقد لصوت العقل، وغير مالنحاز لطرفٍ ضد آخر كالدكتور حسن جوهر، والأمر الآخر نحتاج لجرعات من التفاؤل، كل من يتعاطى السياسة يحتاج لجرعة “الربعي”، أو “حسن جوهر” وكلاهما مرادفان لجرعة “التفاؤل”.
نعم كثير منّا تسلّل اليأس إلى قلبه، فكل شيء يساعد على ذلك، ولابد من حلول لانتشال الكويت من أحضان اليأس. نريد ديمقراطية راقية، لا نريد اللعب والاستخفاف بعقولنا، أوجه كلامي هنا لكل من يعنيه الأمر، “حاولوا” مجرد المحاولة.. أن تضعوا الكويت نصب أعينكم ولا “تبدوا” مصالحكم الشخصية عليها.
الدكتور حسن جوهر من الشخصيات المحببه من الجميع، ويستطيع هو ومن هم على شاكلته أن يهدِّئوا الطرفين المتنازعين “بعيداً عن عدسات الكاميرات “إيّاها”، على الأقل في مجلس الأمة، لأنه سبب رئيسي للنزاعات المتفشية في المجتمع مع الأسف، وأنا على يقين بأن الحكماء من أبناء هذا الوطن العزيز، يستطيعون تقديم خدمة جليلة للوطن، بحل النزاعات قبل تفاقمها وإنتشارها انتشار النار في الهشيم… كفانا عبث بهذا الوطن، ألم يحن الوقت لوقف نزيفه.. وتضميد جراحه!؟
***
ختامها رائعة لـ صلاح الساير ..
سنْ سيف الفكر يا صاحبي سنه
عشق الوطن واجب بالفرض والسنة
سبحان الأحد واحد
وإحنا جسد واحد
حضر ، بدو ، شيعة، يا صاحبي ، وسنة
***
فلاح الحشَّـاش ..
Twitter @ALHShaSh
أضف تعليق