لأول مرة سأقف في “صفه” واقول نحن شعوب لا تستحق الديمقراطية والافضل ان يستمر حالنا على ما هو عليه بين بطولات وهمية وانجازات فردية ومواقف دخانية ووعود مجازية فلا الحكومة المنتخبة نستحقها ولا التنمية سنراها.
شعب يقدس رموزه ومستعد ان يكون بطلاً انتحارياً من اجل من يؤيده فهذا مغيّب ومغرر به ولن يصحح الخطأ ان وقع به رمزه الذي يراه معصوم عن الخطأ وزلاته “بركه” ناهيك على اطلاق الشائعات على من ينافسه والطعن بالذمم والفجور بالخصومة وكل هذا من اجل الوصول.
وما ان يصل تنقلب وعودة من افكار رئيسيه الى سطور هامشية واما القضايا التكسبية من فتح ملفات الفساد وانهاء مشكلة البدون ماهي الا سُلّم يصعده نحو تلك القبة التي باتت عنقود عنب وللوصول اليها لابد من الصعود على اكتاف الشباب المغيّب والذي يتم شحنة بالخطابات الطائفية والعنصرية والايحاء لهم ان وجودهم مهدد ولابد من حماية حقوقهم .
اما الحكومة المنتخبة هي حق اصيل للشعب ومطلب مشروع للأمة التي تعتبر مصدر السلطات ولكن هل سيوافق السني ان يكون رئيس الحكومة المنتخبة شيعي وماذا عن “الحضري” هل سيمانع من ان يكون رئيس الحكومة المنتخبة “بدوي” ؟
أمّن سفينتك قبل ان تركب المحيطات .. فهل يعقل ان نطالب بحكومة منتخبة وسط هذا التفكك الاجتماعي والتفرقة والضرب على ناقوس الوحدة الوطنية حتى اصبح الشعب ممزقاً لا طاقة له ولا قوة ويتفنن بكيل الشتائم للآخر !
اين المشكلة؟
المشكلة بداية من رجال السياسة الذين اتخذوا من خطابات الكراهية منهجا ً لهم ونجحوا في ذلك وخدعوا تلك العقول التي انجرفت مؤيده لما يقولونه ولا يعلمون ان تلك الخطابات ماهي الا تمزيق للوحدة الوطنية فالشحن الطائفي والعنصري نتائجه لن تكون في صالح الوطن اولاً ولا عقول الشعب ولا التنمية التي مازالت تنتظر رجل القرار الذي يصنعها ويحفظ اموالها ولا يشتري بها قصرا في باريس او يخزنها في حسابات بسويسرا.
نحتاج الى عقل مفكر يطرح الحلول بشكل مهني ومنطقي بعيداً عن الشخصانية و الصوت العالي والانحدار بلغة الحوار ويبتعد عن الاثارة وتجييش الشباب ذوي التعليم المحدود ليكونوا فدائيين له يضربون خصومة بكل وقت وبأي مكان ان استطاعوا لذلك سبيلا.
ثم ننتقل للشعب فلو كانت العقول واعيه تماماً ولم تكن مستعده لقبول تلك النماذج السياسية التي اصبحت الآن هي الابرز لما وصل بنا الحال لما نحن عليه اليوم من ضعف وفرقة ووهن فالكل يتذمر ويشتكي وينتقد ولا احد يضع حلول ولا يبادر لمد يد العون مع الآخر من اجل المصلحة العامة فتحصنت كل فئة من الشعب خلف قبيلتها او عائلتها وتركت زمام القيادة لم يتحدث باسم القبيلة او العائلة او الطائفة لا باسم الكويت والمصلحة العامة.
ولو كان الشعب محاسباً كل نائب على اقواله ومواقفه محاسبة صارمة لما انتشرت تلك الخطابات والالفاظ التي لم نسمعها من قبل.
ومن هنا يجب علينا تصحيح مسار كل ناشط سياسي يعتقد انه اذكى من الشعب وانه هو الموجة لهم وانتقاد مواقفه وخطاباته التي بها اساءة لشرائح المجتمع الاخرى فمسألة ان لا تكون على مذهبهم ولا تقتنع بطرحهم فهذا لا يعطيك الحق بأن تُجرح بهم وتُخطئ بحقهم فالواجب احترامهم لان الاختلاف شيمة العقول ومنها نصل للحلول.
ولابد ان ننوه ان الشهادة ليست الا ورقة لا قيمة لها ان لم يتمتع حاملها بالثقافة وانعكست على اخلاقه وادبه واحترامه لنفسه اولاً وللآخرين فمسألة ان تكون ناشطاً سياسياً او مرشحاً فعليك اولاً ان تخاطب الناس بعقولهم ومستوى ثقافتهم لا ان تتبجح بحصولك على تلك الشهادة ، فمن ساء ادبه ساء علمه وهان عمله”.
صورة وقياس
لنضرب مثالاً كيف ينتخب اليابانيون ممثليهم وهذا ما عرضه احمد الشقيري في برنامجه خواطر قبل عامين
هم لا ينتحرون من اجلهم ولا يصبحوا فدائيين لهم بل حتى انهم لا يرفعون صورهم ولا شعارات مؤيدة لهم
فقط يستمعون لبرنامج المرشح ويناقشون افكاره ويفهمون اهدافه وبعدها ينتظرون لحظة الاقتراع ويصوتون بهدوء دون فتن ولا اثارة ولا شائعات.
نحن نحتاج لتلك الثقافة السياسية الهادئة والمحترمة ومتى استطعنا الوصول اليها عندها نستحق الديمقراطية لاننا ابتعدنا عن التقديس وحكمنا عقولنا وصنعنا قرارنا وتمتعنا باستقلالية بالاختيار التي بنيناها على التقاء فكري وليس انتماء قبلي او طائفي .. ويبقى السؤال:
متى سنصل لذاك المستوى من الثقافة السياسية وصنع القرار ؟
إضاءة:
فيصل اليحيى شاب فرض احترامه على خصومه بأخلاقه وبفكره الراقي فرغم صغر سنه لم ينجرف خلف الخطابات العنصرية ولم يستخدم الالفاظ المهينة ولا يبحث عن الاثارة والاضواء وهو نموذج نفتخر به ونتوسم به خيرا ويستحق الثناء.
آخر السطر:
شفت يا فهيد .. اول الغيث قطرة .. وهذا احنا متفقين
@lawyeralajmi
أضف تعليق