الشرطة الاماراتية اعتقلت اثنين من الناشطين في مجال حقوق الإنسان بعد اعتقالها لأحمد منصور المدون البارز الجمعة الماضي.
وقال مصدر رفض ذكر اسمه ان “فهد سالم الشحي (38 عاما) اعتقل الأحد الساعة السابعة مساء في شقته في عجمان.” واضاف ان الشحي عضو في منتدى سياسي على الانترنت يدعى (الحوار الاماراتي) وهو المنتدى الذي تحظره السلطات الاماراتية.
وأوضح أن السلطات القت القبض ايضا على ناصر بن غيث المحلل المالي والمحاضر الاقتصادي في فرع جامعة السوربون الفرنسية في ابوظبي.
واعتقلت الشرطة يوم الجمعة المدون الاماراتي احمد منصور الذي يرتبط هو الاخر بمنتدى الحوار حسبما ذكرت اسرته.
وذكرت صحيفة (ذي ناشونال) الاماراتية الناطقة بالانجليزية ان قائد شرطة دبي ضاحي خلفان تميم أكد اعتقال منصور وقال ان ذلك تم بناء على طلب من الادعاء على خلفية قضية جنائية.
ووجه بن غيث في مقال نشر مؤخرا انتقادات حادة للنظام السياسي الاماراتي وسعيه لخلق فرص عمل وزيادة الانفاق الاجتماعي في محاولة لتفادي اندلاع اضطرابات شعبية.
وقال ان الادارة الاماراتية قدمت المنافع والعطايا للشعب الاماراتي مفترضة انه ليس كبقية الشعوب التي ترى ان الحرية اهم من المنافع المادية. وقال ان هذه المنافع المادية ستؤجل الاصلاح الذي سيأتي في النهاية لا محالة.
وقال بن غيث في مقاله ايضا ان اي قدر من الامن أو الثروة أو المنح أو الدعم الاجنبي لن يقدر على ضمان الاستقرار لاي حاكم جائر.
ولا تسمح الامارات باجراء انتخابات مباشرة او بالاحزاب السياسية.
وتجتاح العالم العربي موجة من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي اطاحت برئيسي مصر وتونس واشعلت مظاهرات في البحرين والكويت وعمان والسعودية.
وينظر للامارات ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم ولقطر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم على أنهما الاقل عرضة للاضطرابات السياسية بسبب برامج الانفاق الحكومية السخية.
وسيتم اختيار ما لا يقل عن اثنين بالمئة من سكان الامارات للتصويت او المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي هذا العام لكن مسؤولا اماراتيا قال ان النسبة قذ تزيد.
ودعت منظمة (هيومان رايتس ووتش) لحقوق الانسان ومقرها نيويورك في بيان يوم الاحد الى اطلاق سراح منصور.
وقالت سارة لي ويتسون مديرة شؤون الشرق الاوسط في المنظمة في بيان “نعتقد ان اعتقال احمد منصور يهدف الى اخافة وترهيب الاخرين في الامارات العربية المتحدة والذين ربما يرغبون في اعلان مطالبهم لاجراء اصلاحات ديمقراطية.”
واضافت “بينما تناقش حكومات أخرى في المنطقة اجراء اصلاحات ديمقراطية تتقاعس حكومة الامارات وتصر على ألاعيب قمعية عفا عليها الزمن.”
ويشكل المواطنون الاماراتيون 15 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة. وللامارات واحد من اكبر معدلات نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي في العالم يصل الى اكثر من 47 الف دولار سنويا.
ويقول محللون ان الاماكن الارجح لان تشهد اضطرابات في الامارات ستكون الامارات الشمالية الاقل نموا والتي يحصل مواطنوها على اقل استفادة من الثروة النفطية الهائلة في العاصمة ابوظبي او من التنمية القائمة على التجارة والعقارات في دبي.
وفي مارس اذار قالت وسائل الاعلام الرسمية ان الامارات سوف تنفق 6 ر1 مليار دولار على البنية التحتية في المناطق الاقل نموا.
أضف تعليق