ما هى الوظيفة الأسهل حالياً.. أن تكون بواقاً ام بوقاً؟ , هذا ميدان سؤال دارت فيه رحى مناقشة حامية الوطيس بينى وبين صديقى , هو يقول ” بواق ” وأنا اقول ” بوق ” بينما الحجج والحجج المضادة تلف السبع لفات حول كراسى مناقشتنا الموسيقيه بانتظار ان ينجلىي غبار ألحانها وحنتها لتجلس الحجة القوية على كرسي الفوز وتخرج الحجة الضعيفة كما ولدتها امها عارية .
يقول صديقى إن لكل زمان دولة ورجالاً وهذا الزمان زمانه.. يقصد “البواق”!! ألم تر الى بعارين الفساد وأسنمة “بَختنا” التنموية المائلة كيف خلقت جو رحلة سياحية أرخت فيها زمام العقوبة فأمن “البواق” وأساء الادب مع رحلة اقتصادنا وتمتع بالسرقة , وإن كانت النفس ” أمارة” بالسوء فان نفوس السوء لبواقينا ” إمبراطورية ” أسوارها أيلة للسقوط فى أحضان “الأقساط والكاش” وكل ما على “البواق” هو مد يده على قدر ” طمعه ” ليخمط من المشاريع والمناقصات كما يشاء وكل خمطة ” بربيع ” تتفتح ازهاره رصيداً فى حقول البنوك والبورصة !!
قلت له كلامك صحيح ولكنه صحيح لا يقبل القسمة على ” أنين” واقعنا , فبسط الأرزاق حرامها وحلالها هنا يجب ان يتوافق مع مقامات النسب والقرابة , وحلم الانسان البسيط بأن يرتقى الى مرتبة ” بواق”مرموق يشار اليه بالبنان عبر بيانات الذمة الماليه يشبه تماماً عشم ابليس فى الجنة ، فإبليس لن يدخل الجنة كما تعرف كما لن يدخل ” لجنة” المشاريع والمناقصات عشم كل حافي نسب أزرق وكل منتف قرابة وردية بعد منتصف الليل خالية من دسم النفوذ بل سيتخامطه هناك الربع من جوارح الهوامير والحيتان ويأكلونه بقشوره !!
قال صديقى والبوق من البسطاء اليس طريقه كذلك “مسدود مسدود” كالبواق البسيط تماماً؟ فأجبته : لا يا ولدى ..فالبوق جل ما يحتاجه هو التحلي بشرف ” العاهرات” ..واحلى من شرف العاهرات للأبواق مفيش !! فهن كما يقول الانكليز افضل من يتكلم عن الشرف , وكلامهن راس ماله ” بلاش” خطاك اللاش .يضبطون ساعات أبواق ردحهم على توقيت عقارب ساعة المعزب فيسألونه : ” إشاعة كم “؟ ثم يطلقون خبزهم اليومي من الإشاعات المدهونة بزبدة الهرج والمرج , إشاعات قذرة والعياذ بالله لما تفك ” إفكها” مش حتقدر تسك باب ريحه العفنة!! وطبعاً مصداقيتهم تستطيع قبض حقائقها من دبش ولكن لا تنسى الباقى من ضميرك فقد تحتاج الى المساومة عليه فى القابل من الأيام !!
وظيفة يا صاحبى دوام حالها من حال المجال الاعلامى الفاسد فى القنوات والصحف والتويتر وبوقها لا يحتاج الى شهادة من هارفارد بل كل ما يحتاجه شهادة زور من “هافي” متنفذ ليحاضر بعدها فى قاعات جامعات وحدتنا الوطنية ليفرقها شذر مذر بين مصالح اسياده وهو يهز ذيله .
وظيفة سهله لا ينقصها لتبدأ عملها إلا نقيصة ضمير مستعمل تتوفر قطعة فى ” سكراب المبادئ” لمن يدفع اكثر , ضمير تنفر الملائكة الطاهرة من نجاسة كذبه وتكرهه الشياطين لأنه يشاركها ” الكار” وينافسها فى مجال ” البيزنس ” , وتكره البشر نفسها حين تضحك على اخر “نكتة” سوداء فى قلب وطن طاهر …هو ” مكروه لا بطل ولكن وظيفته تبقى الاسهل مقارنة بالبواق وان كانت الممتنعة وهى الراغبة امام قلب كل حر لا يباع ولا يشترى .
هز صديقى رأسه موافقا ً وقال: كسبت الرهان والآن ألا تعرف مطعماً خالياً من اللحم الفاسد لأبر على موائده “برهانى ” لك؟ قلت نعم عليك بمطعم الدستور فى شارع ضمائر الأمة هناك تتوفر اللحمة الوطنيه الطيبه الخالية من المواد الحافظة لتعاليم إبليس وتلاميذه من البواقين والأبواق .
أضف تعليق