فن وثقافة

وقع كتابه الجديد في مكتبة آفاق في احتفالية ثقافية
مرسل العجمي امتطى سنام “الجمل” وعاد بالشعر النبطي إلى “النخلة” الجاهلية

كتب عياد خالد الحربي 
وسط كوكبة من الادباء والمثقفين استضافت مكتبة آفاق مساء أمس الخميس حفل توقيع كتاب ” النخلة والجمل .. علاقات الشعر النبطي بالشعر الجاهلي ” لأستاذ الأدب والنقد د. مرسل العجمي ، حيث اثنى المشاركون في الحفل على مضمون الكتاب الذي اثبت وجود روابط وثيقة بين الشعر النبطي والشعر الجاهلي .
وشهد الحفل عدد من الأدباء والمثقفين منهم الروائي اسماعيل فهد اسماعيل والشاعر خليفة الوقيان والروائي حمد الحمد والاعلامي ناشر ((سبر)) محمد الوشيحي وأستاذ التاريخ في جامعة الكويت د. عبدالهادي العجمي والزميل الكاتب وليد المجني وعريف الحفل التوقيع الاعلامي فيصل الرحيل والباحثة الطاف المطيري .
 
وقال أستاذ اللغة العربية والنقد  د. حمد العجمي : بدأت قصتي مع كتاب الدكتور مرسل العجمي ” النخلة والجمل ” الصادر عن ” دار نشر ومكتبة آفاق ” ، حينما قرأت بيتين من الشعر الجاهلي لأحد كبار السن على الطريقة الفصحى فلم يعها ، وحينما أعدت قراءتها ” ملحونة ” أعجبته القصيدة جداً .
 
واوضاف العجمي : في كتاب ” النخلة والجمل ” سنجد المقاربات بين الشعر الجاهلي والشعر النبطي ، وأن الشعر النبطي هو شعر جاهلي ولكن بلغة ” ملحونة ” و ” محكية ” والأمثلة على هذه الفرضية كثيرة جداً ، ومنها قصائد عمر بن كلثوم في وصف الحرب والمعركة والتي نجد منها ما هو متوافر في الشعر النبطي . وأنا أوافق ما ذهب إليه المؤلف في فرضيته بأن الشعر النبطي هو شعر جاهلي ، وليس كما يقارن ويقارب بعض المستشرقين بأن الشعر الجاهلي هو الشعر اليوناني ، أو الشعر العباسي . وبالنسبة لي فإني أرى أن هذه الدراسة ” جريئة ومستفزة ” وتستحق القراءة والوقوف عليها كثيراً .
 
وفي كلمة لأستاذ الفلسفة د. أحمد العنزي عن الكتاب قال : كتاب الدكتور مرسل العجمي ” النخلة والجمل ” هو أحد أجمل الكتب التي قرأتها ، وقد احتل في رفوف مكتبتي أفضلها . وأهل الفلسفة دوماً ما يبحثون عن ” الإشكاليات ” ، وكوني مهتما وباحثا في الفلسفة ؛ فهذا الكتاب قد وفّر اشكالية في غاية الأهمية وهي أن الشعر النبطي هو شعر جاهلي ولكنه ” ملحون ” .
 
وأكمل العنزي : ولكي يثبت المؤلف صحة هذه الفرضية الرئيسية فقد قام بطرح عدة فرضيات جزئية وعلى أمثلة ومقارنات ومنها مخالفة المؤلف بأن اللغة العربية ليست لغة سامية ، وأنها لغة عربية منفردة ، واللغة الأم بفرضية أخرى ولا نجد لها شواهد على ذلك ، ولربما تعود إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، ولكنها أقرب ما تكون إليه هي اللهجة الشمالية من اللغة العربية .
 
وكان آخر المتحدثين هو ” عريس الليلة ” صاحب الكتاب والمحتفى به وبآخر اصداراته د. مرسل العجمي والذي كتب في إهداء كتابه : ( إلى صلاح العرجاني ، لولا حواراتك الذكية ، ما جاءت بعض الإجابات . ولولا إلحاحك المستمر ، ما اكتمل الكتاب . ) ، إذ قال : أشكر الحضور الكريم ، واشكر استضافة مكتبة آفاق لنا ، والشكر بالطبع موصول لابني صلاح .
 
وقال الدكتور مرسل : أحياناً الإنسان يبدأ بمشروع ، وينتهي بمشاريع ! ففي بداية فكرتي لإصدار هذا الكتاب الذي بين أيديكم كنت أود أن أطرح عدة مختارات بين الشعر الجاهلي والشعر النبطي وأشرح لها . لكن ؛ كانت لي حوارات بيني وبين ابني صلاح ، وكان يطرح علي الكثير من الأسئلة ، ومنها متى بدأت اللغة العربية ؟ ومتى بدأ العرب ؟ وما علاقة الحضارات القديمة ؟ وما هو معنى مصطلح العرب ؟ وجميعها كانت بالنسبة لي أسئلة محفزة ومستفزة للبحث ، حتى كان هذا الكتاب الذي هو بين أيديكم الآن والذي يصدر من فرضية بسيطة مؤداها أن الشعر النبطي هو شعر جاهلي ولكن بلغة ملحونة .
 
وفي كلمة خاصة لـ ((سبر)) ، قال الدكتور مرسل العجمي : سعدت اليوم بحفل توقيع إصداري الأخير ، كتاب ”  النخلة والجمل ” ، وتشرفت بحضور نخبة من كبار المثقفين في الكويت منهم الشاعر الكبير خليفة الوقيان والروائي الكبير اسماعيل فهد اسماعيل ، وكوكبة من الأصدقاء الأعزاء . وبهذه المناسبة الجميلة أود أن أنوه بتجربة مكتبة آفاق التي أضافت وعدّلت على مهمة المكتبة التقليدية ، وأدت دوراً ثقافياً يسهم في الحراك الثقافي من خلال استضافتها لحفلات التوقيع ومن خلال النقاش الذي يسبق ويلحق بهذه الحفلات . 
واعرب عن سعادته  باحتفاء طلبتي وطالباتي ، وأحسست بالفخر والسعادة الغامرة عندما أشاهد من كنت أدرّسهم يحاولون أن يكونوا فاعلين في الساحة الثقافية ، وهذا شيء يثلج الصدر ويزرع الأمل ويشي بالتفاؤل . ليلة كانت جميلة جداً ، وأشكر جميع من نسّق لها ونظّم لها حتى تظهر بهذا الشكل الجميل ، لا سيما ابنتي الطاف المطيري . وشكراً لحضور جريدة سبر وتغطيتها وللقائمين عليها .
 
منسقة حفل التوقيع ، الكاتبة والباحثة الطاف المطيري قالت لـ((سبر)) : سعيدة جداً بهذا اليوم ، فأنا كنت طالبة في الجامعة بتخصص ” تاريخ ” ودرست لدى الدكتور مرسل العجمي عدة مواد عامة . ومن الجدير بالذكر أن بداية معرفتي بالدكتور مرسل لم تكن جيدة أبداً ، فقد كانت مليئة بالنزاعات النقاشية والاختلافات الفكرية الكبيرة ، ونقدي المستمر له ولمؤلفاته . وأكملت المطيري : انتهت مشاغبتي للدكتور مرسل العجمي بأن أدرس عنده مواد في النقد كي أتمكن من كتابة دراسة كاملة عنه وعن جميع أعماله ، والتي سترى النور قريباً بإذن الله في بداية السنة القادمة ، لأنني أرى أن الدكتور مرسل العجمي هو الناقد الأول في الكويت ، ويستحق أن نقدم أعمالاً عنه .