فوجئت السلطات الأمنية الأردنية مساء يوم الأحد الماضي ببرقية مستعجلة من محطتها الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس بأن طائرة سلاح الجو الملكي التي أقلت للتو 76 ليبيا للعلاج في مشافي أردنية جراء إصابات خطيرة بسبب الأحداث في ليبيا، بينهم من يحمل إسم معمر القذافي، وأن المريض المصاب بكسر كبير في الجمجمة قد أقحم عنوة الى الطائرة الأردنية، وأن طاقمها لم يقو على منع ضباط ليبيين كبار من الإصرار على أن يكون القذافي من بين مرضة سيعالجون في الأردن، الأمر الذي أثار حيرة وإرتباك مسؤولين أردنيين كبار على رأسهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي أحيط علما بالأمر، لإصدار توصيات وقرارات سياسية عليا، لتكون جاهزة حال هبوط الطائرة العسكرية الأردنية.
وفي ظل التقديرات الإستخبارية العالمية التي تشير الى إحتمالات تعرض الزعيم الليبي الى إصابات جراء قصف مواقع يقيم فيها، وهي الإصابات التي حالت دون ظهور صوره في خطاباته الأخيرة، فإن هذا الأمر قد فاقم مستوى القلق والحيرة الأردنية، خصوصا وأن معمر القذافي في حال وصوله الى الأردن في وضع صحي خطر، فإن عمان لا تملك إعادته، وهو ما سيجعله عبئا ثقيلا على الأردن، إلا أن الصورة سرعان ما اتضحت حال هبوط الطائرة الأردنية التي صعد إليها فريق أمني أردني لمعاينة القذافي المريض، وإتخاذ تدابير بشأنه.
والقذافي الذي جاء للعلاج في الأردن هو شاب ليبي في العقد الثالث من العمر، يحمل إسم الزعيم الليبي، وهو أحد أقارب معمر القذافي الرئيس من الدرجة الثانية، وكان القذافي قد أوفده ضمن بعثة خاصة للدراسة في الجامعات البريطانية، إذ عاد الى طرابلس قبل أكثر من عقد ليتولى منصبا متقدما في أحد اللجان الشعبية التي تتبع الزعيم القذافي.
أضف تعليق