لا تستغربوا إن طلب دستورنا يوماً الطلاق منا ولجأ الى بيت أهله سواء كان بيت والدته أم النور فرنسا او بيت مرضعته أم الدنيا مصر ,أو أى بيت عامر لدولة تغريه بمعسول التنمية وتحضه على الفسق الفكرى والفجر العلمى .
لا تستغربوا فالاستغراب هو هنا من سيستغرب قائلاً : ” مين دول ” !! دساتير الدنيا قد تكون قسمة ونصيب وقد تكون أيضا ضربا وتعذيبا وعلى ” تطبيقكم ” الصحيح للنصوص ترزقون .والطلاق وان كان أبغض الحلال شرعاً فهو افضل شراع للحلول التى تحرك المياه الراكدة لبحر ديموقراطية غير راكد وغير ” تكانه ” أيضاً !!
وتخيلوا دستورنا متربعا ً فى الشانزلزيه وقد تلحف ” باللوفر” ليحميه من صقيع الذكريات ,ويحكى للسياح إلياذة استشراقه فى بلاد القرين من مرحلة ” التأسيس” الى مرحلة ” الترضية مقابل السلام ” او ” النفط مقابل الغثاء” !! .
سيحكى الدستور وسيحكى وسيحك رأسه باحثا عن ذكرى كان أخوها عزيز فعل فذل ,سيحكى الى ان يجف ريق أوراقه وتصعب عشرة الخمسين سنة فيها على الكافر الأوروبى , وربما تثور دمدمة الصدأ داخل شرايين فولاذ برج ايفل ليفتل شارب حديده المعقوف وينتخى كأراميس فى رواية الفرسان الثلاثة ويقول : علي الحرام من الحرية والعدالة والمساواة إنك مظلوم !!
وتخيلوا دستورنا ماداً قدره على قدر لحاف زرقة النيل مفضفضاً همه لمعلم الانهار وسيد ” حتتها” الفرعونية : تصور يا معلم نيل بعد خمسين عاما يقول لى “الكوايتة” يا متنيل !! انا أبن جلا الاستعمار وطلاع ثنايا ثوب الديموقراطيات وانا من شابت مواد نصوصى وهي تحارب اوضاع ” النص كم ” !! وانا من تجعد وجه أوراقى بفعل ريح ” المساومات” العقيم يقال لى بعد كل هذا وذاك يا متنيل !! هرمنا ..هرمنا يا معلم نيل !! وقبل ان يرتد اليه ” همه ” يأتيه الجواب سريعا ً على اجنحة حورس التى تحمل فزعة الهرم الاكبر الصارخ وهو يمسك بلجام ابى الهول : انا اخو ” حتشبسوت ” اطلب وطلبك مجاب يا عمنا الدستور !! فيبتسم الدستور ويقول :تسلم وتعيش يا هرمنا ..وعندك واحد ” يوسفى ” وصلحوه !! فالسجن بين دفتى ذكرياتى أحب الى مما يدعوننى اليه !! .
دستورنا حقك علياؤنا وواجبنا علاك .. والباقى على الارادة ..وان كنا اصبحنا بواقى شعب فهذا لأننا مصابون بنزلة تنموية حادة سببتها وجبة ديموقراطيه فاسدة دفع ثمنها من أموالنا اهل السياسة وقالوا لطباخ سمها : خل باقى الشعب علشانك !! .
أضف تعليق