كتاب سبر

مقترح أمني

منذ الصغر ونحن نسمع المثل القائل “من امن العقوبة أساء الأدب” وفي ظل الظهور على حياء ان لم يكن الغياب شبه الكامل لرجال الامن في الشوارع وخاصة الطرق السريعة, وكذلك قلة عناصر الشرطة حتى في المخافر انتشرت الجريمة وكثر المستهترون وأصبح تجاوز القانون جهارا  نهارا بقطع الاشارات والقيادة عكس السير والاستعراض مما تسبب في العديد من الحوادث وقتل الابرياء, وأصبح تجاهل احترام الانظمة والقوانين المرورية سمة ظاهرة عند الكويتيين والمقيمين الامر الذي سيجعلها تتساقط وتتهاوى كسقوط أوراق الشجر.
وسنكتب  اليوم عن بعض مكامن الخلل في احترام النظام المروري ورجل الامن بشكل عام  وأسباب انتتشار هذه الظاهرة ومحاولة معالجتها. ونحن هنا لا نغفل أداء رجال الامن او دور وزارة الداخلية في هذا الجانب فكل الشكر والتقدير لجهودهم المبذولة, بل ننتقد القصور الذي سيؤدي الى عودتنا  للاقانون وانتشار ثقافة التهاون بتطبيقه مما يترتب عليها سيادة ثقافة اختراقه.
ويبدو أن الأسباب كثيرة ولكن لعل أبرزها النقص في الكوادر الأمنية حتى اننا اذا رأينا نجدة أو دورية فلا نجد فيها الا فردا واحدا مما يقلل من كفاءته في أداء مهمته بل انه يتعرض لكثير من المضايقات ان لم يكن الاعتداء في بعض الأحيان مما يجعله يتوارى عن أماكن الاحتكاك بالجمهور خشية على كرامته ان لم يكن عمره.
خلاصة القول ، ان غياب رجال الامن عن التواجد في الشارع يولد سياسة التمادي لدى الافراد وخاصة الشباب الذين يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع.فيجب تدارك الامر بتوفير عناصر الامن من خلال توظيف اعداد كبيرة قادرة على ملء الفراغات الامنية وكذلك الحملات الاعلامية التوعوية التي توضح اهمية احترام القانون من جانب وعقوبة تجاوزه من جانب اخر.
ولذا فنحن نقترح على وزارة الداخلية الاستفادة من الضباط المتقاعدين لخبرتهم ولنضجهم ولاحساسهم بالمسؤولية وذلك باعطائهم دفاتر مخالفات وصلاحيات وفق ضوابط وشروط محددة تفعل دورهم مقابل مكافآت مادية يتقاضونها عند تحقيق المطلوب منهم, مع مراعاة الجدية في العمل ,وان لا تكون مجالا للتنفيع على حساب المقصود منها.
وتكمن هذه الفكرة بان هؤلاء الضباط سيكون عملهم ليس محددا بوقت او لبس معين وانما متى ما رأى تجاوزا وهو في طريقة بالشارع عليه القيام بدوره من باب الامانة العملية أولا, ومن باب ان كل مواطن خفير ثانيا.
هذه الفكرة المتواضعة والتي قد تكون موضوعة او مدروسة مسبقا سوف تساعد على ضبط السلوك في الشارع لان المتجاوز للقانون سيخشى من أمامه أو خلفه أو جنبه لانه لا يعلم من هو حوله فربما يكون أحد هؤلاء الضباط المتقاعدين.كما انها ستساهم في سد النقص للكوادر الامنية خاصة في الجوانب المرورية.
Twitter: @Dr_Abdulaziz71

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.