يقول على عزت بيغوفتش رئيس جمهورية البوسنة السابق،رحمه الله: ” لا تقتل البعوض، ولكن جفف المستنقع “.، والمعنى، مادام المستنقع موجوداً، فبيض البعوض موجود فيه، لكنك حينما تجفف المستنقع لا يفقس البيض… أي انك مهما فعلت لحل المشكلة، فلن تنجح، مادامت اسباب وجودها موجودة…
إن البلد يشهد اليوم تطوراً غير مسبوق برفض شعبي لوجود برلمان يمثل أقلية من هذا الشعب، رغم نفخ النسبة التي لم تصل بعد محاولات جهيدة إلى 40? والتي لو فُرغت من هذا النفخ لعادت الى حقيقتها التي لم تتعد25? حسب ما ذكره الراصد المتجرد… وصورة ما يحدث اليوم أن نسبة 75? من الشعب ترفض أن يمثلها في البرلمان نسبة 25? منه.. هذا التطور الغير مسبوق في الرفض ، تمثل بعضه في مسيرات شبابية ليلية في مناطق مختلفة من البلاد دخلت يومها الرابع او الخامس.
نحن لا نقر ما يحدث في بعض هذه المسيرات من بعض الشباب ، لكننا كذلك لا نقر الرد المفرط في القوة ، والمطاردات ودخول المنازل واحتجاز العشرات من الشباب،نعم نحن لانقر ذلك.ولماذا لانقره؟لأن الرد بالقوة لن يولد إلا رداً آخر بقوة،وآخر بقوة،وآخر ..وهكذا حتى تشتعل البلد..ولحساب من؟ولأجل من؟وبسبب من؟
إن الدولة مذ وجدت لم تشهد مثل هذا الأسلوب في الرفض ومكافحة هذا الرفض ؟!
إن وجود شباب غير منصاع للواقع ، وغير آبه لما يفعل به ، وانتشار الرسائل التي ترسل إلى السلطة بين حين
واخر من غير تحفظ ولا حساب للعقوبة ، لهو دليل على وجود ثقافة جديدة تتمثل في الرغبة الجامحة في تغيير واقع غير مرغوب في كثير من جوانبه ، وهذه الثقافة البالغة الانتشار لن تؤثر فيها المطاعة ، و لن تحد من انتشارها ، بل ستزيدها قوة إلى قوتها و عناداً إلى عنادها لكسر هذه المطاعة .
إننا لو رجعنا إلى مثالنا الآنف ، لوجدنا أن العقل يوجب اليوم البحث في “تجفيف المستنقع”،نعم ابحث فيما يريده الشباب .. وحتى يسهل البحث ويكون صحيحاً لابد من فتح صفحة جديدة مع الشباب ، ولتسهيل فتح هذه الصفحة سأقترح ما يمكن أن يكون صحيحاً ويتمثل فيمايلي:
أولاً: الوقف الفوري لاستخدام القوة والإفراج عن جميع المعتقلين من الشباب.
ثانياً: فتح باب حوار وطني يقوم على رفض كل شكل من أشكال التكسب،يكون أقطاب الحوار فيه مع السلطة شخصيات ذات ثقل اجتماعي وسياسي ، تكون مقبولة عند السلطة وعند الشباب .
ثالثاً:عدم مؤاخذة الشباب بجريرة الخصوم السياسيين للسلطة.
رابعا:فتح باب حوار جديد بين السلطة والأغلبية البرلمانية السابقة يكفل تراضي الطرفين ، من أجل الكويت لا من أجل طرف على حساب طرف .
وبعد .. ربما كان ذلك مما يشق على السلطة الآن في مثل هذه الظروف ، لكن ذهاب الكويت أشق على الجميع ، وما أظن أحداً يماري في ذلك.
بقلم:حمد السنان
أضف تعليق