أقلامهم

عبدالعزيز التويجري: اصبحنا نعمل بها وفق قيم الحياة الاجتماعية لا العملية، وهي من الاعراف التي تسللت الى جسد القانون.

شيخوخة حكومية
عبدالعزيز التويجري
في نظرة سريعة الى مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية، نجد ان الذي يتغير فيها غالبا هم الوزراء، اما هيكلة بقية الموظفين من ذروة الهرم الوظيفي الى قاعدته، فهي تبقى سنوات من دون تعديل او تدوير او تغيير بما يتناسب وحركة التطور الاداري في العالم.
واريد ان اعبر عن الفكرة التالية من دون تشاؤم، فنحن ــ بداية ــ املنا كبير في الحكومة الجديدة، واملنا اكبر ان يتحقق الانسجام بينها وبين مجلس الامة في تكوينه الجديد الذي يعتبر مختلفا عن كل المجالس السابقة نظرا للظروف الاستثنائية التي نجح فيها ومنها موضوع الصوت الواحد. هذا كما قلنا من حيث المبدأ، اما على ارض الواقع، فيستوجب نجاح الحكومة اجراء تطويرات ادارية ايضا للهياكل الوظيفية والكوادر الاخرى من وكلاء ووكلاء مساعدين ومديرين ورؤساء اقسام وحتى موظفين عاديين، في حال لم يفلحوا في هذا القسم في العمل فيمكن ان ينقلوا الى اقسام اخرى يجدون فيها انفسهم اكثر.
بمعنى اخر، نحن نعيش في الكويت وفق نسيج اجتماعي متماسك من ازل تأسيس الدولة، وقد راعى الدستور اعرافنا وقيمنا، وهذا طبيعي في التعاملات والخلافات التي يكون العرف فيها اقوى من القانون. ولكن ان تتحول الاعراف الشفهية الى قانون غير مرئي، فهذا غير جيد بالنسبة لتطوير حياتنا الادارية التي تكاد تكون دخلت مرحلة الشيخوخة، وهذه الاعراف هي التي كانت عقبة في تطبيق قانون توظيف المواطنين في القطاع الخاص، وربما ان العديد من اصحاب هذه القطاعات الخاصة تحايلوا او ماطلوا، او فعلوا اي شيء لعدم تطبيق هذا القانون كما يجب، خشية ان ينتقل الموظف الحكومي المدلل من القطاع الحكومي المريح، الى القطاع الخاص الذي تعنيه الانتاجية تماما، ويختلف عنده مفهوم الربح والخسارة.
ولا تزال العقلية التي تهيمن على الواقع الاداري في مؤسساتنا الحكومية، هي عقلية القرابة والصداقة والجيرة، وهي من الاعراف التي تسللت الى جسد القانون، واختلطت به واصبحنا نعمل بها وفق قيم الحياة الاجتماعية لا العملية. وهذه المسألة يتم من خلالها مراعاة الكثير من القرارات المهمة، بما في ذلك التركيبة الوزارية، ولا ادري ان كان في الدول المتقدمة اداريا مراعاة لهذا الجانب، رغم وجود هذه التعددية في بعض هذه الدول، فمثلا في الولايات المتحدة، توجد مئات الثقافات والجنسيات والحضارات والديانات والمذاهب التي انصهرت جميعها في المواطنة، وبالتالي فأي مسؤول او موظف هو يؤدي في النهاية واجبه تجاه كامل الوطن، كما انه يتم اختياره وفقا لكفاءته بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى.
***
• ومضة:
في بعض المؤسسات الحكومية، من يقوم بالعمل هو الفراش الآسيوي، وقد تجد بيده مجموعة من الطوابع وحتى الاختام، هذا عدا ظاهرتي «الريوق» والاستشارة!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.