الكويت أحدى الدول القلائل ممن يدّعون الديمقراطية، بكل فخر نقول .. لدينا دستور، مجلس مُنتخب، حكومة، دولة مؤسسات، حرية تعبير، وصلى الله وبارك.. تلك هي ديمقراطيتنا التي نتشدّق، بل ونرى أنفسنا على الدول المجاورة المسكينة، لأننا “نخاف” أن نقارن تجربتنا الديمقراطية البسيطة مع الدول المتقدمة.. فنلندا، سويسرا، هولندا.. وبقية الدول المحترمة.. التي ستظلم إذا فكرنا مجرد التفكير بمقارنة ديمقراطيتنا بديمقراطيتهم.
بفضل الله نملك في الكويت حالات فريدة، في الديمقراطية، وفي دولة المؤسسات، وفي تعامل السلطة مع الكائنات الحية المُسمّاه “معارضة”.. وتعاملها مع الكائنات الحية التي تنتمي لفصيلة “المتسلّقات”.. ولا تبحث عن هذه النوعية من الكائنات.. فلن تنفعك كتب العلوم، ولا حتى العم غوغل، لأنك لن تجدها، فهي تتكاثر.. تحت “بشوت” السلطة.. والمصلحة.
فقط في الكويت تتعامل الحكومة مع الدستور بقاعدة (خالتي وخالتك وتفرقوا الخالات).
فقط في الكويت (ركز هنا)، المادة 50 من الدستور (الفصل بين السلطات)، بينما فعلياً لا تستطيع (السلطة التشريعية) أن تجتمع “دون” حضور (السلطة التنفيذية).. ديمقراطيتنا ونحن أحرار!.
فقط في الكويت كل الإعلام، العام والخاص محسوب على الحكومة (إلا من رحم ربي، وسمحت المصالح!)، فهي من تؤمن لهم قوتهم، وتختار لهم خصومهم!.
فقط في الكويت تتعامل السلطة مع المعارضة على أنهم أعداء، ترميهم في السجون، وتشتمهم بالإعلام جهاراً نهارا، وتطلق عليهم كلابها في الصحافة.. لتنهش من سمعتهم وسمعة ذويهم وأصحابهم.. وجيرانهم، وكل من تلتصق به رائحتهم!.
فقط في الكويت يخرج أحد النشطاء المؤزمين والذي أحبه شخصياً.. (د.عبيد الوسمي)، ويقول صراحةً (هذا المجلس مزور)! وأتحدى الحكومة أن تعلن النتائج التفصيلية للإنتخابات.. فلا نسمع إلا صمت القبور من الحكومة، ونتأكد بأن مجلسنا مزور… ونعم الديمقراطية!.
فقط في الكويت رئيس الوزراء يشكل 7 حكومات (ركز هنا الله يرحم أبوك).. دون أي أنجاز يذكر! ويستمر بمنصبه حتى يومنا هذا! فيغنّي له أبو نورة بلسان الشعب المقهور “كفاني عذاب الله يجازيك بأفعالك”!.
فقط في الكويت رئيس مجلس “الأمة”، يعقد الصفقات مع الحكومة “على حساب الأمة”.. فالمصلحة تطغى على الأمة، والأبوه وبقية العائلة..! لايهم سوى المصالح.. تباً لها.
فقط في الكويت الحكومة تملك أغلبية نيابية مريحة، تستطيع من خلالها إقرار ما تريد من قوانين، وخطط لتنهض بالبلاد والعباد.. ولا إنجاز يُذكر لها حتى اليوم!!.
فقط في الكويت، تُعتبر عائشة الرشيد، وفجر السعيد ناشطات سياسيات.. إي ورب الكعبة!!.
فقط في الكويت، سيرحل هذا المجلس عاجلاً أم آجلاً، وسنكرر خطأنا الفادح، ونعيد مثل هذا المجلس، وهذه النوعية من النواب ليهدموا ماتبقى من “الكويت”..!.
لن أنتهي من ذكر ما أشعر به من غثيان سياسي في مقالة واحدة، ولا ولا عشرة، فحالنا يرثى لها، ويا ليت مايؤلمنا يصل للسلطة والحكومة، ولكن قيل: “لقد أسمعت لو ناديت حياً / ولكن لا حياة لمن تنادي”.
Twitter @ALHShaSh
أضف تعليق