هنا ليس هناك اكثر من المبانى على جال البحر ولا اكثر من المعانى على تجوال الحبر , وكل ذى قلم ها هنا محسود ما دام يستطيع ان يطب فى بركة المواضيع ويتخير , وأن يبحث عنك الموضوع عوضا ان تبحث عنه هى حالة فريدة قلما توفرت لكاتب اخر على وجه هذه البسيطة الممتنعة المسماة بالكرة الارضية !!
الكاتب هنا يستطيع تقليب رزقه عبر تقليب صفحات الصحف ومواقع التواصل فيخرج بالرزق الوفير من المواضيع والقصص والحكايات ,فبحور الحبر هنا ولادة ولا تحتاج إلا لابن زيدون يقفى شعوره ويصيغه بأسلوب يتراوح ما بين اساليب الرؤى الناشفة او ما يصح عليه وصف “الدراى كلين ” او ترصيعها بأسلوبه الخاص فيخرج من بين حبر ودمع مقالاً قد يشبه “الدلال الرسلانيه ” التى تقول لها شقراء البن :خذينى لحنانك خذينى عن “المحماس ” وابعدينى ,او يشبه “دلال شمطاء متصابية ” تنشد نفس الكلمات فيرد عليها من عليه العين الحائرة : يا رب خذها وريحنا !! .
زحمة يا مواضيع زحمة ,زحمة وتاهوا الحبايب زحمة ولا عدش رحمة مولد وصاحبه غايب !! , وصاحبنا الغائب هنا هو الدستور قائد الاوركسترا الذى ما زال يبحث عن عصا نصوصه اللى ما تعصاه فى الوقت الذى تحتل اوبرا احداثنا فرقة “حسبنا الله ونعم الوكيل ” لتنشز امامنا باللحون الفاسدة حتى نقول والعياذ بالله : ليت ربى ما خلق سمع وأذان !!.
اقتراح تعديل قانون الانتخاب مثلاً هو موضوع يستحق ان تدبج فيه رسالة دكتوراه لا مقال على شرط ان تكون دكتوراه فى النساء والولادة فهو قانون ” داية ” عندها الخبر اليقين عن هل كيف فلانة جابت ولد او جابت بنت او هل ما زالت فلانة متعسرة الله يسهل عليها !!,”الداية” هى العمدة فى هذه المواضيع اما القوانين فهو “دواء ” يحل عقد الحبال ولا يسال عن ” الحبالى ” !! .
على فكرة وعلى عكس المتداول تعديل القانون لن يمس من يحمل الجنسية بصفة اصليه فلا اظن الدولة لا تعترف بوثاقها الرسمية ولكنه وعلى حسرة سيكون “بريك ” تشريعى يحرم اجيال المتجنس وما ولد من حق الترشيح ولابد الابدين !! لتنعكس ايه “التطور” التشريعى الى “تورط ” طبقى يميز بين المواطنين ويخلق حالة من الفصل العنصرى الغير محمود مجتمعيا على الامد الطويل !! كما انه اول قانون فى الالفية الثالثة يحمل نَفس العبارات العنصرية وعلى عينك يا تاجر ,عبارات لم نعهدها من ايام نظام جنوب افريقيا العنصرى فحتى اسرائيل يهوذا تستعين هذه الايام على قضاء حوائجها ” العنصرية ” بالكتمان!! هذه العبارة هى : ان يكون من اب كويتى بصفة اصلية و”تحدر ” من اباء وأجداد استوطنوا الكويت من قبل 1920 !! فكلمة “تحدر ” هنا هى خطا اجرائى حيعمل “فورمات ” و”شت داون” لنوافذ دولة المؤسسات ويحذف برامجها كافة من دستور وقوانين وبنى مدنية ليعيدها الى قانون : انت من ولده !!
كما تعلمون دستورنا هو من عيال بطن فرنسا ولو فرضنا مثلاً ان كلمة ” تحدر ” سيرت على بلاط مواده فتاكدوا ان عرقه الفرنسى الدساس سينط وسيصرخ فى وجهها ومن عند الباب الثانى : سوووووفاج !!
@bin_7egri
أضف تعليق