في الكويت دائما نتكلّم عن حريّة الرأي وإحترام الرأي ولكن عند أول اختبار يتضح بأن أكثر دعاة حريّة الرأي وإحترام الرأي الآخر في الكويت هم أكذب الناس وأكثرهم ديكتاتوريّة واستبداداً…وجهلهم بدكتاتوريّتهم واستبدادهم وعدم اعترافهم بها لأنهم يقصرون الديكتاتوريّه والاستبداد على الوسائل الماديّة في القمع كالسجن والضرب…ولو أنهم علموا بأن القمع بالوسائل العنوية من ممارسة الإرهاب الفكري وتخوين المخالف والسخرية منه و(هشتقته) هو أشد ايلاماً وقمعاً للآراء من الوسائل الماديّة لعلموا بأنهم أشد الناس استبداداً ومصادرة لحقوق الآخرين في التعبير عن آراءهم…؟!!
والحقيقة أن ممارساتهم هذه -إضافة على أنها متناقضة مع ما يدّعونه من حريّة التعبير واحترام الرأي الآخر-صعّبت مهمة الناقد وأجبرته على أشياء هو في غنى عنها وتستنفذ من وقته ما يحتاجه لأمور تهمّه أكثر من غيرها…فأصبح الناقد اليوم لا يستطيع نقد أحد دون أن يدبّج له مقدمات الثناء ويثبت حسن نواياه من نقده حتى يمرر بها كلمة نقد صادقة…؟!!
ولو ركّز هؤلاء وجعلوا تفكيرهم منصباً على حقيقة النقد دون شخص الناقد لاستفادوا منه كثيراً…لأن اصغاءهم بهذا الشكل…وهو اصغاء الحذر المتوجل من كل شيء يغيّب الذهن الواعي المريد للحقيقة ويحضر الذهن المليء بالقناعات المسبقة الذي يحكم على النقد من شخص الناقد دون تكليف النفس حتى الإلتفات إلى النقد…؟!
ولو أنهم أيقنوا بأن النقد بحد ذاته ليس إعلاناً للحرب وإظهاراً للعداء…وإنما يُميّز النقد الهادف من غيره بموضوع النقد وطريقة عرضه…لاستطاعوا التفريق بين نقد المحب وغيره من النقد…أو على الأقل استطاعوا الإنسجام -إلى حد كبير-مع ما يدعون إليه من حريّة الرأي واحترام الرأي الآخر…!!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تويتر:a_do5y
أضف تعليق